

يُعدّ التعرف على الوجه أحد أشكال المصادقة البيومترية التي غيّرت من شكل الأمن السيبراني خلال السنوات الأخيرة، حيث انتشرت بشكل واسع بين المستخدمين. يمكن للمستخدمين اليوم الوصول إلى حساباتهم وتطبيقاتهم وأجهزتهم بسهولة وسرعة عبر مسح وجوههم، ما يقلل الوقت المهدور في تسجيل الدخول أو إنشاء الحسابات، مع الحفاظ على مستوى عالي من الأمان.
شعبية تقنيات التعرف على الوجه تزداد مع الوقت، حيث أظهر استطلاع لشركة VISA أن أكثر من 86٪ من المستخدمين يفضلون الوسائل البيومترية مثل التعرف على الوجه أو الصوت بدلًا من كلمات المرور للتحقق من الهوية أو لإجراء المدفوعات. يستخدم أكثر من 131 مليون أمريكي هذه التقنية يوميًا في تطبيقاتهم وحساباتهم وأجهزتهم.
في هذا المقال، نستعرض تقنية التعرف على الوجه للتحقق من الهوية بمختلف استخداماتها، بما في ذلك المصادقة الثنائية، وآلية عملها، وفوائدها، ومقارنتها بالأساليب الأخرى، وكيف يمكن توفيرها للمستخدمين بسهولة دون الحاجة إلى تطوير معقد.
تقوم أنظمة التعرف على الوجه بتحديد هوية الأشخاص أو التحقق منها من خلال السمات الفريدة لوجوههم، ما يتيح لهم الوصول إلى حساباتهم أو أجهزتهم. أثناء عملية المصادقة، والتي قد تكون جزءًا من المصادقة الثنائية لحماية الحسابات، يلتقط النظام صورة جديدة للمستخدم ويقارنها بالنموذج المحفوظ مسبقًا. وعند التطابق، يتم السماح بالوصول فورًا، مما يجعل العملية سريعة ودقيقة في الوقت نفسه.
تطورت دقة أنظمة التعرف على الوجه الحديثة بشكل كبير مع السنوات، ووصلت الخوارزميات المتقدمة إلى مستويات دقة تتجاوز 99.5٪، وهو ما مكّنها من التفريق حتى بين التوائم المتطابقين في الشكل، وهو ما كان يُعد أمرًا شبه مستحيل في السابق.
تعتمد أنظمة التعرف على الوجه على الكاميرات لالتقاط الصور إما بتقنية ثنائية الأبعاد أو ثلاثية الأبعاد وفقًا للنظام المستخدم ومواصفاته. ثم تتم مقارنة البيانات اللحظية المستخرجة من الصور أو مقاطع الفيديو مع البيانات المخزنة مسبقًا في قواعد بيانات مؤمنة، وغالبًا ما تتطلب هذه العملية اتصالًا بالإنترنت للوصول إلى تلك القواعد.
تتم العملية عبر تحليل متقدم حسابي يضمن دقة المطابقة البيومترية دون تدخل بشري، مما يتيح وصولًا سلسًا وآمنًا إلى التطبيقات والخدمات أو حتى المرافق المادية.
يتألف سير عمل أنظمة التعرف على الوجه عادة من ثلاث مراحل رئيسية:
يوفر التعرف على الوجه دقة أعلى بكثير من الوسائل التقليدية بفضل تفرد سمات الوجه لكل شخص. وعلى عكس كلمات المرور أو الأرقام السرية التي يمكن نسيانها أو سرقتها، تبقى ملامح الوجه فريدة ويصعب تقليدها.
الميزة الأخرى هي السهولة، حيث يمكن للمستخدمين فتح الأجهزة أو الموافقة على المدفوعات أو الدخول إلى الأماكن الآمنة دون الحاجة إلى كتابة كلمات مرور أو استخدام مفاتيح. بعد تجربة هذا الأسلوب السلس، تصبح الطرق القديمة بطيئة وغير عملية.
كما تضيف خاصية التشغيل دون لمس بعدًا من النظافة والسلامة، حيث تصبح لا حاجة لاستخدام أجهزة استشعار أو لوحات مفاتيح، وهو ما أثبت أهميته خلال جائحة كوفيد-19.
عند استخدام التعرف على الوجه ضمن المصادقة الثنائية لحماية الحسابات، فإنه يختلف في طبيعته عن الطرق الأخرى مثل كلمات المرور، أو الرسائل النصية، أو تطبيقات التوثيق، أو بصمة الإصبع. وفيما يلي مقارنة سريعة بينها:
لم تعد الشركات بحاجة إلى بناء أنظمة بيومترية معقدة من البداية. توفر خدمات مثل Authentica حلولًا جاهزة للمصادقة البيومترية دون كتابة أي كود، وبمعايير أمان عالية ونظام دفع مرن حسب الاستخدام، مما يقلل التكلفة المبدئية ويُسرّع من اعتماد التقنية.
ينمو استخدام التعرف على الوجه بسرعة بفضل ميزاته في الأمان والراحة والسرعة، ما يجعله التقنية الأفضل للتحقق من الهوية والمصادقة الثنائية. ورغم أن تطوير هذه الأنظمة قد يبدو معقدًا، إلا أن الحلول الجاهزة مثل واجهات Face Recognition APIs كخدمة أزالت هذه العقبة، لتصبح هذه التقنية متاحة وسهلة التكامل لأي شركة دون تكاليف أولية كبيرة.